راسم غلاك Admin
عدد المساهمات : 495 تاريخ التسجيل : 01/05/2010 العمر : 35 الموقع : Hzermot
| موضوع: الجزء الثاني من اسرار الحظات الاخيره لاغتيال الشهيد الحمدي الخميس نوفمبر 27, 2014 1:28 am | |
| = = سرار وتفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الشهيد الحمدي وأخيه (القصة الكاملة لجريمة الإغتيال تنشر لأول مرة بالأسماء والشهادات التاريخية) = = = الجزء الثاني : المساء برس - خاص كما تحدثنا في الجزء الأول فإن المؤامرة لم تكن بتلك البساطة التي قد يتخيلها أي شخص بل كانت مدبرة بإحكام وإتقان كبيرين لتحقيق الهدف مهما كان الثمن وفي هذا الجزء سننشر أحداث وتفاصيل مهمة عن تنفيذ الجريمة والتي تمثلت بدعوة إبراهيم الحمدي لمآدبة غداء في منزل نائبه أحمد حسين الغشمي الذي كان يقع جنوب العاصمة (أمام السفارة السعودية حالياً) وعلى أن يتم القضاء على شقيقه عبدالله الحمدي والوقت للتنفيذ يبدأ من الثانية عشر ظهراً وحتى الثالثة بعد الظهر .
كان علي عبدالله صالح قد وصل الى العاصمة صنعاء ليلة تنفيذ الجريمة وشاهده قائد عسكري كبير (متقاعد حالياً) في شارع الزبيري وسط العاصمة وحسب شهادات عدة فإن تحركات علي عبدالله صالح قبل وأثناء وبعد الجريمة توحي بأنه المدبر والرجل الأول في تنفيذ الخطة وللعودة الى بعض الشهادات فإن أحمد الغشمي كان يبدو عليه الإرتباك بينما صالح يتحرك ويتحدث وكأن شيئاً لم يحدث . وعلى ذكر علي عبدالله صالح وأحمد الغشمي فيجدر بنا الإشارة الى ذكر الأسماء المتورطة في الجريمة وحتى يسهل على القارئ معرفة القوى الأقليمية والأدوات الداخلية نختصر ذلك بالآتي : المؤامرة على قتل الرئيس الحمدي سعودية بإمتياز وبموافقة أمريكية وتواطؤ عربي من دول عربية عدة ومشاركة فرنسية . تم تنفيذ الجريمة عبر القادة العسكريين المحيطين بالحمدي نفسه أبرزهم (علي عبدالله صالح – مربتط بالسعودية – أحمد الغشمي – محمد خميس – محمد يحي الأنسي - حمود قانع - محمد الحاوري - محسن اليوسفي وافق على الإنقلاب على الحمدي مشائخ قبليين أبرزهم عبدالله بن حسين الأحمر الذي كان يتابع الأحداث من السعودية – الشيخ محمد الغشمي – مشارك . شارك في الجريمة بالصمت أو التواطؤ أو المشاركة عدد من القادة المدنيين أبرزهم – عبدالعزيز عبدالغني
الطريق الى مآدبة الغداء : التفاصيل متشعبة بشكل كبير ولهذا حاولنا أن نتحدث عن اليومين الأخيرين في حياة الرئيس الشهيد الحمدي وعن اللحظات الأخيرة لمقتلة مع أخيه عبدالله قائد قوات العمالقة وكيف تم تنفيذ المؤامرة تاركين بقية المعلومات وخلفياتها التاريخية لمواد ستنشر لاحقاً وأعتمدنا في ذلك على شهادات سابقة لأقرباء الشهيد الحمدي الذين خرجوا عن صمتهم قبل أشهر وشهادات منقولة عن قيادات عاصرت المرحلة بل ومنها من حضر الوليمة مع ما لدينا من معلومات حصلنا عليها من أحد أقرباء الرئيس الغشمي إضافة الى وقائع وحوادث يتم تداولها في الوسط السياسي والإعلامي محاولين الإختصار قدر الممكن حتى تكون المادة ثرية بالمعلومات لا بالتحليلات وبالوقائع لا التكهنات . كثيرة هي الأسباب التي دفعت المملكة العربية السعودية الى الإقتناع بمسألة إزاحة الحمدي عن الحكم وهنا نقول ليس قتله بل إزاحته فقد كانت هي الدولة الأكثر تأثيراً في اليمن حتى أن الولايات المتحدةالأمريكية نفسها كانت تعتمد على السعودية في إدارة الملف اليمني الشمالي تحديداً فصنعت لها ادوات داخلية عبر المشائخ وبعض القادة العسكريين من الذين ظهروا في عهد الحمدي وقربهم إليه على حساب مراكز النفوذ التقليدية لكنهم كانوا الأداة المنفذة ليس لتغييره فحسب بل وللتخلص منه وتصفيته جسدياً مع أخيه . تؤكد الأحداث وجود حالة من التقارب بين الرئيسين الحمدي وسالمين في الجنوب وهو ما شكل إزعاجاً للسعودية ناهيك عن طريقة الحمدي الصارمة في إدارة الحكم وتعنيفه للكثير من القادة العسكريين والمدنيين بسبب التهاون في أدائهم لواجباتهم فقبل موته بأسبوعين فقط قام بزيارة مفاجأة لتعز عنف خلالها علي عبدالله صالح قائد اللواء وبعد عودته للعاصمة كان يهاتف عبدالعزيز عبدالغني رئيس الوزراء حينها ليحاسبه على كل صغيرة وكبيرة وعلى كل شكوى تصل اليه وكذلك الحال مع بقية القادة . في السعودية كان عبدالله الأحمر ومجموعة من المشائخ قد وصل بهم الأمر مع الحمدي الى حالة من القطيعة فقرروا إسداء النصح للسعودية بضرورة تغييره بالتزامن مع تقارير صالح الهديان الملحق العسكري السعودي بصنعاء التي يشرح فيها تحركات الحمدي مع الجنوبيين وخططه لبناء الدولة ودعم الإستقلال الوطني وبناء الجيش وصفقات الأسلحة مع روسيا وطرده للمشائخ من العاصمة وإعلاء هيبة القانون ما جعل الحمدي يتحول الى قائد يحظى بشعبية كبرى وهذا ما سيؤثر سلباً على الدور السعودي في اليمن وحالة التبعية المطلوبة للرياض. ناهيك عن عقد الحمدي مؤتمر البحر الأحمر في تعز قاطعه الرئيس المصري حينها أنور السادات وصعود نجم الحمدي كقائد ليس على مستوى اليمن بل على مستوى الوطن العربي والعالم فكانت زيارته الأخيرة لفرنسا أستقبل فيها إستقبالاً حاراً في الوقت الذي كان فيه الإقتصاد اليمني يشهد إنتعاشاً غير عادياً ما أضطر مصر طلب الإستدانة من اليمن . كل تلك العوامل جعلت من السعوديين يوافقون على إستبدال الحمدي لكن بأي طريقة وكيف تم صياغة خطة الإنقلاب والتنسيق مع ضباط في صنعاء للقيام بهذه المهمة مع تقديم الدعم المالي اللازم للعملية وضمان سريتها . كان أحمد الغشمي مقرباً جداً من الرئيس الحمدي رغم محاولات التفرقه بينهما لكن ما حدث هو أن عدد من المشائخ تمكنوا من إقناع شقيق أحمد الغشمي ويدعى محمد الغشمي وهو شيخ من مشائخ همدان لإقناع أخيه أحمد بضرورة التخلي عن الحمدي وقيادة إنقلاب ضده وتم إغرائه بأنه سيكون الرئيس بعد الحمدي فيما تولى محمد خميس مسئول الأمن الوطني حينها مهمة التواصل مع احمد الغشمي لتعزيز جهود شقيقة محمد حتى تم إقناعه بضرورة الإنقلاب على الحمدي في الوقت الذي كان فيه ضباط آخرون يتولون مهمة دراسة الموقف مع الملحق العسكري السعودي بصنعاء حتى تم الخروج بثلاث طرق للتخلص من الحمدي وأخيه نشرحها بالتفصيل :
مآدبة الغداء وقصف المنزل وإسقاط الطائرة: في اللقاءات والنقاشات بين الملحق العسكري السعودي وبعض قيادات الجيش كان الحديث في بداية الأمر على ضرورة تغيير الحمدي لا تصفيته إلا أن الهديان تحمس للموقف بعد ان أشعر المملكة بمعلومات حول تقارب وخطوات جدية سيقوم بها الحمدي خلال زيارته لعدن وهنا تركت المملكة المهمة لسفارتها في صنعاء مع قيادات الجيش وبدعم ومساندتة حلفائها التقليديين الذين علموا بأن الحمدي لن يستمر في السلطة وتلقوا إشارات بأنه سيتم التخلص منه. أستمرت اللقاءات السرية حتى تم نسج خيوط العملية بدقة حيث تم إعتماد ثلاث طرق للتخلص من الحمدي إذا فشلت الأولى فيتم تلقائياً تنفيذ الثانية وإذا فشل تنفيذ الثانية فالثالثة وكل الطرق الثلاث لا يفصلها وقت زمني كبير فكلها خلال يوم وليله .
الأولى هي مأدبة الغداء التي تم التخطيط لها بعناية فائقة حيث تم التخلص من عبدالله الحمدي أولاً الذي كان قد وصل العاصمة عند ظهر ذلك اليوم الى منزل الغشمي الذي كان يقع بجوار السفارة السعودية حالياً فتم التخلص منه بإطلاق الرصاص من مسدس كاتم الصوت وتحديداً ما بين الثانية عشر والواحدة ظهراً في الوقت الذي كان فيه إبراهيم الحمدي قد عاد الى منزله ليتفاجأ بإتصال الغشمي الذي أصر على أن يحضر الى مآدبة الغداء الذي أقامها على شرف عبدالعزيز عبدالغني الذي كان حينها قد تشافى من عملية جراحية أجريت له وكذلك بمناسبة تعيين وزير جديد بالحكومة .
قتل عبدالله الحمدي دفع المتأمرين الى الإصرار على حضور إبراهيم حتى يتم التخلص منه هو أيضاً بل هو المطلوب الأول وعند الثانية ظهراً وصل الحمدي الى منزل الغشمي فكان في إستقباله عند الباب الغشمي نفسه الذي أدى له التحيه وتم إقتياد الحمدي الى غرفة خلفية للمنزل وهناك شاهد جثة أخيه فأنهالت عليه رصاصات الموت من مسدس كاتم للصوت أيضاً في حين قام أحد المشاركين بإطلاق خمس رصاصات سمع صداها الى خارج المنزل .
أما المقترح الثاني إذا لم يأتي الحمدي لتناول وجبة الغداء فقد كان المتقرح هو إطلاق قذائف مدفعية على منزل الحمدي مساءً 11أكتوبر أو بالأصح ليلة مغادرة الحمدي الى عدن حيث قام المتآمرين بنصب مدفع في إحدى المرتفعات الغربية للعاصمة وذلك لقصف أحد الهدفين إما منزل الحمدي نفسه وعائلته إذا كان هناك او ديوانه الذي كان يقع على هضبة صغيرة تعرف اليوم بقاعة المؤتمرات الذي كان يتردد عليه الحمدي .
أما المقترح الثالث فكان عبر قصف الطائرة الذي كان سيستقلها الحمدي للسفر الى عدن بعد إقلاعها من مطار صنعاء وكان من المفترض ان يستخدم في هذه العملية رشاشات مضادة للطيران او تقوم طائرتين حربيتين سعوديتين بإعتراض طائرة الحمدي وإسقاطها في أجواء اليمن الشمالي في الوقت الذي يقوم فيه المنفذون بقتل عبدالله الحمدي فقط في صنعاء .
المتآمرين لم يكونوا بحاجة الى وضع مقترحات أكثر فالعملية الأولى نجحت بالنسبة لهم وبنسبة كبيرة إلا ان الجميع عرف المؤامرة وبعدها بساعات فقط دارت الشكوك حول القتلة الذين توزعوا مراكز القيادة لتهدئة غضب الشعب والجيش معاً فكانت الأموال توزع في تلك الليلة وما بعدها وبمبالغ خيالية على القادة العسكريين لضمان صمتهم وتكفلت بذلك المملكة العربية السعودية التي أنفقت الكثير على العملية وضمان سريتها وعدم قيام أي ردة فعل.
الشهادة الأخطر عبدالسلام مقبل: يقول عبدالله سلام الحكيمي وغيره من القادة الناصريين أن هناك شواهد قرائن معلومات تم جمعها فيما بعد من هنا وهناك الشيء الرئيسي الذي نحن متأكدون منه يقيناً حسب الحكيمي ألا وهو التقرير الذي قدمه لقياده التنظيم الشهيد الوزير عبدالسلام مقبل الذي كانت عزومة الغشمي ظاهرياً على شرفه بمناسبة تعيينه وزيراً للشؤون الاجتماعية في هذا التقرير يحكي كشاهد عيان أنه كان في عزومة في منزل الغشمي في صنعاء المجاور لبيت المرحوم الدكتور عبد القدوس المضواحي وكان من ضمن الحضور على ما اذكر الآن عبد العزيز عبد الغني رئيس الحكومة ووزير المالية محمد احمد الجنيد وآخرين لا يحضروني الآن وكان مجلس الشهيد عبدالسلام مقابل مطل على حوش بيت الغشمي حيث رأى لحظة حضور الحمدي وقبل أن يتجاوز حاجز الباب كان كالذي يتردد بين أن يدخل أو لا يدخل لحظات ظل واقفاً متأملا ثم دخل كان وحيدا بدون حرس ودخل وجلس مع الحاضرين ومنهم الشهيد عبدالسلام ثم فجأة أثناء تقديم الطعام جاء الرائد علي عبدالله صالح وهمس في أذن الحمدي فقام معه ليدخلا إلى داخل البيت قال عبد العزيز عبد الغني للحمدي نتغدى مع بعض رد عليه الحمدي مبتسماً: "لا نحن العسكريين بيننا أحاديث خاصة سنناقشها لوحدنا" وأكملوا الطعام ولاحظ التقرير أن احمد الغشمي كان معهم لكنه كان قلقاً جدا كان يجلس ويقوم مرات عديدة في حين أن أخوه محمد الغشمي كان هو الذي يتدبر الضيوف وكان متماسكاً لا يبدو عليه القلق وكان واقفا دائماً على الباب انتهى الضيوف من طعامهم وأرادوا الانصراف للتخزينة لكن محمد الغشمي كان يطلب منهم الانتظار قليلاً أكثر من مرة وكان ملفتاً أن الانتظار طال حتى أذن لهم أخيرا بالانصراف فسألوه أين القات قال كل واحد قاته بسيارته أهلا وسهلا بكم شرفتونا وانصرفوا.
ومن تحليلاتنا انهم تعمدو تاخير انصراف الضيوف ليستخدموهم كرهائن في حاله ما اذا حدث حادث يفشل التصفيه وبعد ان اتموا جريمتهم دعوهم ينصرفوا الثابت ان الغشمي هو صاحب المؤامرة ومدبرها لكنه من واقع تحليلاتنا لم يشارك في التنفيذ ومن واقع معلوماتنا اللاحقه فإن علي عبدالله صالح هو الذي قاد التنفيذ.
صالح وهاجس قتل الحمدي : قبل سنوات أجريت حوارات مع قادة ناصريين ومعارضين تطرقت فيها لمقتل الحمدي فكانوا يسايرون الرواية الشعبية والرسمية في عهد صالح التي تُحمل الرئيس أحمد الغشمي كل المسئولية في الغدر برفيقه الحمدي لكن ماذا لو كانت الحقيقة غير ذلك فالغشمي وإن كان مشاركاً فيها إلا أنه لم يكن المخطط والرجل الأول في المؤامرة فقد ذهب هو أيضاً ضحية لنفس المخطط حسب شهادة أقرب الناس اليه .
وبالصدفة ألتقيت أحد الضباط ممن كان لهم صله وطيدة بالحمدي وظلوا مختفين منذ مقتله حتى أندلعت الثورة الحالية حيث يقول أنه أصر على الحديث إعلامياً عن الحمدي بعد أن أستدعته إحدى الصحف الرسمية للحديث عن الحمدي , حيث قال للمساء برس أن ملف القضية سيتم فتحه عما قريب وألمح بالإشارة الى الرئيس السابق علي صالح وما أن تم توزيع عدد تلك الصحيفة حتى تلقى تهديداً من أحد قادة المخابرات لولا تدخل بعض الضباط الآخرين لإنهاء المشكلة فقرر هذا الضابط زيارة الرئيس السابق بنفسه ليعلم ما إذا كان هو من أرسل هذا الضابط لتهديده وما أن تصافحا حتى فاجأه صالح بالسؤال لماذا تتحدث عن الحمدي وما هي معلوماتك لكن الضابط المتقاعد أمتص غضب صالح ببعض الكلام وغادر منزله وفي حادثة أخرى وإن كنت هنا لم أستطع التأكد من صحتها من مصدر محايد حيث تم الإيعاز لمذيع قناة معروفة قرر إجراء لقاء مع الرئيس السابق في منزلة جنوب العاصمة قبل أشهر وكان السؤال الأول الذي فاجأ به الذيع لصالح عن حادثة مقتل الحمدي فصمت صالح لدقائق ومن ثم تغيرت ملامحه وقرر طرد المذيع قائلاً له أتريد أن أقول لك من هم قتلة الحمدي هم أمراء سعوديين وسأذكرهم بالأسم فتفاجئ المذيع الذي يعمل لدى قناة سعودية وقرر الانسحاب .
هنا لا نحاول إستهداف صالح بقدر ما نحاول كشف حقيقة تواجده في العاصمة صنعاء وقت مقتل الحمدي هذا أولاً وهو الذي كان ينكر دائماً تواجده في صنعاء وكان إعلامه يقول أنه كان في تعز وثانياً صالح لم يكن متواجداً في العاصمة فحسب بل وفي منزل الغشمي بل والأكثر من ذلك قاد عملية الإنقلاب على الحمدي وكان الرجل الأول في المؤامرة حسب شهادات من التقيناهم ومن أدلوا بتصريحات لوسائل أخرى وما نشر في صحف عربية قديمة وما أستطعنا أن نحصل عليه من مصادر خاصة .
صالح متهم رئيسي في العملية وعشرات الضباط من أبرز حلفائه , وكذلك الدول المجاوره فقضية إبراهيم الحمدي قضية أقليمية ودولية حتى أن هناك من يجزم بتورط مخابرات عالمية في المؤامرة منها المخابرات الفرنسية مستدلاً بالفتاتين الفرنسيتين وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي ظلت بعيده عن حادثة الحمدي لكن حقيقة الأمر تقول أنها أيدت ما ستقوم به السعودية عبر حلفائها وأدواتها في الداخل اليمني ناهيك عن صمت عربي الذي يعتبر تواطئا في القضية كمصر والأردن والعراق عدا بعض المواقف لرئيس دولة الإمارات المرحوم زايد .
ثم إن صالح بنفسه كاد أن ينطقها في إحدى المرات بل وفي أكثر من مره وهنا قد لا أستطيع ذكر كل الوقائع التي لمح فيها صالح متفاخراً بأنه صعد الى السلطة بشجاعته تلك الشجاعة حسب مفهومه التآمر على أسلافه من الرؤساء عدا حادثة واحده ذكرها الزميل عبدالباري عطوان رئيس تحرير القدس العربي عندما رافق صالح في زيارة الى مدينة ثلا حينها قال له صالح أنا طلعت للسلطة وأخذتها بالجنبية وضرب على جنبيته في الوقت الذي كان موكبه يمر من أمام قرية الرئيس الحمدي فالزميل عطوان رفض الإفصاح أكثر عن تلك الحادثة قائلاً ما سمعته من صالح قلته للرأي العام .
هل وقع الغشمي في فخ الخديعة :
هنا تتفق رواية عبدالله الحكيمي مع ما ورد على لسان أحد أقارب الرئيس الغشمي حول أن قائد العملية برمتها لم يكن أحمد الغشمي بل ويضيف أنه تم التغرير بالغشمي الذي كان يرفض مسألة قتل الحمدي مفضلاً أن يتم ترحيله طواعيةً دون دماء لكن ما حدث غير ذلك حتى أن هناك رواية تقول نقل إبراهيم الحمدي الى منزل آخر تم إعدامه هناك ومن ثم تم جمع جثتي إبراهيم وعبدالله مع الفتيات الفرنسيات التي تم التخلص منهن في منطقة نقم ومن ثم تم نقل الجثث الى نفس المنزل الذي يقع في حارة أبوبكر الصديق الحي السياسي حالياً وفي منزل كان مخصص للبعثة الهندسية الإردنية تم إستئجاره من قبل الجيش اليمني .
وعند الخامسة من عصر الحادي عشر من أكتوبر تم إستدعاء أحد القضاة وإبلاغ الشرطة بينما كان الغشمي قد توجه مع علي عبدالله صالح الى مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة فكانت المفاجأة أن القاضي السياغي جاء ليلقى نظره على الجثث فقال أين الدم في إشارة الى ان مكان القتل هو غير ذلك المكان وحسب المعلومات فقد تم وضع قوارير من الخمر بجوار الجثث للإيحاء بأن إبراهيم وعبدالله كانوا يعيشون لحظات غرامية مع الفرنسيتين وتولى أحد الصحافيين التابعين للتوجيه المعنوي آنذاك تصوير الجثث لنشرها بالتخطيط مع منفذي الجريمة وذلك لشويه صورة الحمدي وأخيه أمام الرأي العام حتى أن أول بيان تم صياغته للإذاعة كان يحتوي على عبارات توحي بأن الحمدي وأخيه تم العثور على جثتيهما في مكان خارج العاصمة في وضع غير لائق لكن تدخلات خارجية يقال انها من مسئولين أمريكيين نصحوا السعوديين واليمنيين بعدم ذكر ذلك والإكتفاء بالقول أن هناك عصابة إجرامية لا دخل لها بشؤون الحكم قامت بإستهداف الرئيس الحمدي وأخيه وهو ما تم مساء ذلك اليوم .
في نفس الوقت كان مجموعة سرية من الضباط تتولى إغتيال أشخاص آخرين كوزير الداخلية علي قناف زهرة وأحد قادة ألوية الجيش وغيرهم حتى يتم السيطرة على العاصمة ومداخلها بينما كان الغشمي يبلغ الدول العربية والأجنبية بعدم إستعداد صنعاء لإستقبال أي وفود خارجية من رؤساء وملوك وأمراء قرروا حضور جنازة الحمدي ليتم بعد ذلك إختصار المسألة بجنازة شعبية صغيرة لكن التوقعات كانت غير ذلك حيث أحتشد عشرات الآلاف لتشييع الحمدي وأخيه وهتف المشيعون ضد الغشمي وأتهموه بالتآمر على الحمدي حتى أن هناك رواية تم تداولها بشكل كبير أن الغشمي تعرض موكبه للرمي بالأحذية فيما كانت المواكب القادمة من المحافظات تحمل الأعلام السوداء حسب شهادة الدكتور عبدالكريم الإرياني .
الغشمي يوافق على مقترح الحمدي وصالح يرفض : هناك رواية منقولة عن مسئولين كبار البعض منهم رحل في حوادث إغتيالات كيحيى المتوكل وكذلك القائد العسكري أحمد فرج فقد نُقل عن أحد موظفي السفارة اليمنية بالقاهرة حضر جلسة مقيل خاصة في اليمن بعد مقتل الحمدي حضرها فرج وعدد أصدقائه وقام هذا الموظف بنقل كل ما دار في تلك الجلسة الى أحد أخوة الشهيد الحمدي بعدها بأشهر حيث تقول المعلومات أن أحمد فرج أنفتح على الحاضرين بالحديث عن فاجعة مقتل الحمدي ناقلاً عن الغشمي القول “إن إبراهيم الحمدي لما عرف أنه سيقتل اختلف وجهه مثل حبة الليمون، وأنه عاتب الغشمي في اللحظات الأخيرة قائلاً له: أنا فعلت لك وأنا عملت لك ولا داعي لقتلي .. أنا مستعد أن أخرج من البلاد وأغادر اليمن” ويضيف أحمد فرج أن الغشمي وافق على مقترح الحمدي في اللحظة الأخيرة بالقول نأتي له بطائرة ويرحل لكن علي عبدالله صالح رد عليه بالقول "لا تخليه يخرج والله عيقلب علينا اليمن" ثم باشره بإطلاق النار عليه من مسدس كاتم الصوت وهو نفس المسدس الذي أهدي للرئيس الحمدي لكنه أهداه فيما بعد للشيخ محمد الغشمي شقيق أحمد الغشمي فقتل به . وأحمد فرج قائد عسكري تم إغتيالة قبل سنوات في حادثة سقوط طياره مع محمد أحمد إسماعيل وإبن حوريه. ويؤكد شقيق الحمدي أن هذه الرواية تم تأكيدها من يحيى المتوكل وآخرين . | |
|